29‏/09‏/2011

اشعر انني خذلت

اشعر انني خذلت
فضفضات فتاه
صعدت للطابق العلوي واتجهت لغرفتي
كان الطابق العلوي كالعاده هادئا ومظلما
الكل إما خارج المنزل او في غرفته ..ولا احد يجلس في الصالة العلويه
لذا غالبا ما تكون الصالة هكذا مطفاة الانوار وخاليه من اي اثر لوجود احد يسكن هذا المنزل
استوقفني وانا امر بقرب غرفة بثينه صوت شهقات
توقفت قليلا وارهفت السمع
عدت خطوتين للوراء ووقفت بالضبط امام بابها واقتربت لاسمع اكثر
انه صوت بكاء ..احد ما يبكي
انه بكاء مرير
اردت ان ادخل ولكني هززت راسي مستبعدة هذه الفكره وانا اتقدم نحو غرفتي
ومالبثت ان عدت للخلف
وفتح باب غرفة بثينه بسرعه دون استآذان حتى
انه صوت بثينه
طرقت الباب طرقا خفيفا لتنتبه لوجودي
اغلقت الباب وتقدمت نحوها
انها بثينه ؟؟
ترددت وانا اسالها
.. .. .. .. .. ... .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. !!!.... ..
-
- .........................
-
- ......
بثينه مابك ؟؟؟؟؟... بثينه هل انت مريضه !!.. ازدادت حدة بكاءها ..
ان بكاءها غريب ..انها تبكي بحرقه ....اشفقت عليها
جلست بجانبها على الاريكه ..ووضعت حقيبتي عند قدمي ... وانا مازلت انظر لها باستغراب
كانت تجلس على الاريكه وقد غطت وجهها بيدها اللتي اسندتها على ركبتيها
وجهازها المحمول يعمل امامها على الطاوله
وضعت يدي على ركبتها
ازداد نجيبها
وبصوت باكي
... .. .. ...
-
اتعلمين يا مها انا فاشله ...فاشله ..فاشله
بخوف ..وقد فغرت فاهي من العجب
-
هاااااه ؟؟!!..
ازالت يدها واكملت وهي تنظر بلا وعي امامها .. عينان جاحظتان من البكاء ودموعها تغسل وجهها
-
انا فاشله وحياتي لا معنى لها ...انا لست سعيده ..
وفجاه ارتفع صوت بكاءها
..
-
..
متدينه
لديها سيارتها الخاصه
لديها توجاهتها الخاصه
لديها الحريه لتسافر انى شاءت
جميله ...لديها اب وام رائعين ..واخوه رائعون ..واخوات مثلها كل فتاة منهم نجحت في حياتها
انها كل شيء طمحت له
اما انا ماذا لدي ...اخبريني بالله عليك ماذا لدي ..لا شي ...لا شيء ..لا شيء
واخذت تردد وهي تنتحب لا شئ
تنفست بهدؤ وانا ارخي جسدي اللذي كان متوترا من منظرها
واخذت انظر للطاولة امامي وانا مندهشه
بثينه غريبة فعلا
وفجاه رفعت راسها ورفعت يدها لتضعها امام وجهي مباشره
رايتها رايتها الاسبوع الماضي .. كانت زميلتي في المدرسه ..تسبقني بصفين ..تقابلت معها عدة مرات في مكتبة المدرسه .. لم تكن تزيد عني باي شيء ..فتاة عاديه ..مجتهده ..تحب القرآة مثلي ..وكلانا تحب الشعر والادب .. اتعرفين اين هي الان ..انها في المانيا, فتاة طموحه , شاعره , لديها ديوان شعر ..لديها اصدقاء كثر وصديق....شعراء وادباء ... ... ... .. ... .. ... .. ... ... ...
-
اخبريني هل هذه يد فتاه في ال25 من عمرها ..
اشارت لوجهها
:
-
هل هذا وجه فتاه ...انظري له ..الذبول ..الهالات تحت عيني ..
ونهضت لتشير لجسدها كانت ترتدي بيجامة بلون الباذنجان
.
-14
كيلو غرام احاول ان انقصها منذ 7سنوات والفشل حليفي .... اكره جسدي ..اكره شعري ...اكره وجهي ..
وازدادت حدة صوتها وهي تشد على اسنانها اكره نفسي
وفجأه تخطت اسلاك المحمول امامها واتجهت لمكتبتها الصغيره
اخذت احد الكتب
... ... ...
-
"
انظري "كيف تجذبين زوجك .؟"......"الانوثة الكامله ..دليلك لتصبحي انثى حقيقيه "..."اسرار جمال الملكات " ليالي رومانسيه "....."مطبخ نهى ..وصفات لذيذه من كل مكان "
رمت كتبها امامها واخذت ترمي الكتب وهي تردد
-
كيف وكيف وكيف ..كل شيء لاجل ان اعجبه ..سي السيد ..تركت كتب الشعروالفن والادب والرقي لاجعله يحبني يعجب بي ..
قرات في الطبخ والمنزل والجاذبيه لكي ارضيه وارضيهم ..تخليت عن نفسي لكي لا اشعر بالغربه بين اهلي والناس
وكانني لم افعل شيئا
انني ازداد غربه كل يوم واختنق كل يوم اكثر فاكثر
كنت انظر لها ودهشتي تزداد مما تقوله ..اهذه بثينه لطالما ظننت ان شخصيتها غريبه ولم يبد عليها مرة انها اديبه او غيرها اعتقدت احيانا انها جامدة كالصخر
ماللذي حطمها هكذا ونسبب في هذه العاصفة الهوجاء
استمرت في بكاءها ..وبصراحه لم املك الجراه لكي اطبب عنها ..ولا اعرف اصلا ماذا اقول لها ........

يتبع في الجزء القادم إن شاءلله
.. .. ..